الخميس، 23 مايو 2013

عهدٌ ميمونٌ وريادةٌ مُستقبلَةٌ

في هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووليِّ عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظهما الله ونفع بهما الإسلام والمسلمين – لا تزال نعمُ الله حآلةٌ وفضل الله علينا في المملكة العربيَّة السعوديَّة لا يعدُّ ولا يحصى ومننه عظمى، فما حصل من نموٍّ وازدهارٍ إنما هو بفضل الله وحده الذي يُعزُّ ويُذلُّ ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، وإنَّ أعظم النعم على الإطلاق أنْ جعل هذه الدولة تحكمُ بالشريعة المحمديَّة لا فرق بين كبيرٍ وصغيرٍ وعربي وأعجمي ومواطن ومقيم وحاكم ومحكوم، كلهم في ميزان القضاء سواء، وهذا بلا شك نعمة عظيمة يدرك فضلها ذوو العقول الراجحة والأفئدة الحيَّة، في تميّز عن غيرها من الدول التي تحكم بالقوانين الوضعيَّة، كما أنَّ في تحكيم الشريعة قوة وعز للدولة ونصر على الأعداء، إذ النصر قائمٌ على تطبيق أوامر الشرع المطهر.وفي هذا العهد الزاهر نرى حرص ولاة الأمور وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين ووليِّ عهده الأمين على ما يخدم الإسلام والوطن وأهله من مشاريع تنمويَّةٍ عديدةٍ في شتى المجالات فالاهتمام بالمساجد وشأنها بلغ ذروته وتوسعة الحرمين الشريفين شاهدةٌ بذلك ففي هذا العهد أكبر توسعةٍ للمسجد الحرام على مرِّ التأريخ الإٍسلامي برعايةٍ كريمةٍ ومتابعةٍ شخصيَّةٍ من وليِّ أمرنا وقائد نهضتنا الملك الوالد عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وفي هذا العهد المبارك بلغ الاهتمام بالتعليم العالي ذروته فافتتحت جامعاتٌ كثيرةٌ في كافة المناطق وبعض المحافظات وكم أتمنى أنْ يتم إنشاء كليَّاتٍ شرعيَّةٍ في هذه الجامعات الفتيَّة لتأصيل العقيدة في النفوس وترسيخ العلم الشرعي في أكبر عددٍ ممكنٍ من أبناء هذه البلاد، إذ إنَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة بلد العلم والعلماء، وأمَّا الاهتمام بالجانب الطبي فقد نال نصيباً كبيراً من اهتمام الحكومة وافتتحت فيه كثيرٌ من المستشفيات التي تخدم المواطن. وفي هذا العهد تبوأت المملكة العربيَّة السعوديَّة مكانة عظمى وريادة سياسيَّة عربيَّاً ودوليَّاً وينظر إليها بعين الاعتبار على الصعيد الدوليِّ يمثِّل امتداداً لعهود ملوك هذه الدولة، وفي هذا العهد كثيراً ما يتم التأكيد على المحافظة على الدين والاستمرار في السير على ما سار عليه السلف الصالح من أئمة الإسلام وأنَّ الدستور هما القرآن الكريم والسنة النبويَّة المطهرة اللذين هما مصدرا القوة والتمكين في الأرض إذ بقدر تمسُّكنا بهما تكون القوة ويكون التمكين. وفي هذا العهد وما سبقه نحمد الله أنْ جعلنا يداً واحدةً مع ولاة أمورنا وعلمائنا كما أمرنا الله بذلك في كتابه وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم مما ينبغي علينا المحافظة على مصادر القوة والتمكين والسير على ما يزيدنا قوة إلى قوتنا، ولبُّ القوة وركنها الركين مجموعٌ في تقوى الله عزوجل كما أنَّ الذِّلة والصغار مجموعٌ في اتباع الهوى والشيطان. ونحمد الله أنْ جعل هذا العهد عهد رخاءٍ ونماءٍ وتوسعةٍ على الناس في معايشهم، وعهد أُخوَّةٍ وصفاءٍ وأمنٍ واطمئنانٍ واجتماع كلمة، فالحاكم يعرف لرعيته قدرها والرعيَّة تعرف للحاكم قدره والمحبَّة متبادلةٌ فيما بين الحاكم والمحكوم، ودليل المحبَّة قائم إذ صدرت الأوامر الملكيَّة السامية في صالح المواطن وهي كثيرةٌ أسعدت الرعيَّة بأكملها بما فيها المشاريع التنمويَّة العملاقة والمدن الطبيَّة والتعليميَّة والصناعيَّة والاقتصاديَّة التي يعود نفعها على المواطن الكريم. وفي هذا العهد المبارك وما سبقه من عهودٍ مشرقةٍ ابتداءً من مرحلة التأسيس وإلى حاضرنا الجميل نرى الارتباط الوثيق بين ولاة الأمور والعلماء وعموم الرعيَّة ( الشعب ) الذي يدل دلالة واضحة على القوة ووحدة الصف في جماعةٍ واحدةٍ لا جماعات، جماعةٌ واحدةٌ من شَذَّ عنها فهو مذمومٌ في الإسلام، ومن صور الارتباط الوثيق بين القيادة والرعيَّة تلك الكلمات الصادقة التي ينطق بها قائد المسيرة ورائد النهضة الملك الوالد عبدالله بن عبدالعزيز ووليِّ عهده حفظهما الله تجاه العلماء والمواطنين والتي تنبع من محبَّةٍ صادقةٍ وقلوبٍ تحمل الخير وتعمل جاهدة في خدمة الدين وأهله، كما أنَّ الإنجازات التي أنجزت في عهد خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم وإلى الآن إنجازاتٌ كثيرةٌ متعددة الجوانب تؤول بإذن الله إلى ريادةٍ مستقبلَةٍ تنعم بها الأجيال القادمة إنْ شاء الله، والكلام يطول عن الإنجازات العظيمة التي حصلت في هذا العهد، ولا يفي بها مقال. ونسأل الله الكريم أنْ يحفظ علينا ديننا وأمننا واستقرارنا وأنْ يجعل بلادنا مصدر خيرٍ ونورٍ يشع للعالم ضياؤه في ظلِّ إسلامنا وعقيدتنا الصافية، وأسأل الله بعزته وقدرته أنْ يرد كيد أعداء هذه البلاد في نحورهم وأنْ يكبتهم وأنْ يجعل تدبيرهم وبالاً وحسرةً وندامةً عليهم.

http://www.alsharq.net.sa/2012/05/27/308475

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق