الأربعاء، 22 مايو 2013

الرفق.. طريقك إلى السعادة

الرفق هو: لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل وهو ضد العنف. والرفق طريق موصل إلى السعادة والاجتماع والألفة كما أن الغلظة والشدة طريق موصل إلى التعاسة والفرقة والتنافر والبغضاء، والرفق مفتاح من المفاتيح المهمة للخير وبعثه في الناس، ولا يقدر على الرفق إلا الموفقون، وهو خُلُقٌ من أخلاق الأنبياء والمرسلين والخلفاء الراشدين، والعلماء العاملين، والدعاة الناجحين، والولاة المتبعين.

وعن أمِّ المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» أخرجه مسلم «2594» ومن الحكمة والصواب الرفق في التعامل مع المخالف وتبيين وجه الصواب إليه بما يبعد الفجوة، وغالب من هذا خلقه يكون موفقاً مسدداً ولو لم يوافقه من خالفه، فالرفق مطيَّة كلِّ جوادٍ أجاد، والرفق مفتاح القلوب المغلقة، ودواء القلوب المعرضة، وعندما جاء الإسلام أمر بالرفق وحثَّ عليه، فالرفق من محاسن الإسلام ومتى امتثل المسلمون لهذا الخلق النبيل فإنهم سيؤثرون في العالم بأسره، وسيدخل في الإسلام أعداد هائلة من البشر.

وبما أنَّ بعض المسلمين يسافر للغرب والشرق بغرض السياحة أو التجارة، فعليه أنْ يؤديَ رسالة الإسلام ويتخلَّق بأخلاقه الفاضلة ويدعو الناس للفضيلة بالرفق والأناة ليضيء الطريق لمن أظلم عليه، ويبعث السعادة في قلوب الباحثين عنها، ومن أعطيَ الرفق فقد أعطيَ شيئاً عظيماً.

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أعطي حقه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق حُرم حظه من الخير) أخرجه الترمذي «213»، وقال حديث حسن صحيح. فمن رفق رفق الله به، وبالرفق تمتلك محبة الناس لأنك ترفق في معاملتهم، فالرفيق بالناس بمنزلة الطبيب، يصلح هذا، ويوجِّه ذاك، ويكون قدوة بالفعل قبل الكلام، وخُلق الرفق ينبغي التخلق به خصوصاً في الأزمات، ومن أراد النتائج الإيجابية فعليه بالرفق في كل شئونه، إذ بالرفق حياة القلوب، واجتماع الكلمة، وتآلف القلوب، وانزواء حبائل الشيطان الذي يريد إيقاع العداوة بين الأهل والأصحاب والجيران، وفوائد الرفق كثيرة منها: أنه طريق موصلٌ إلى الجنة، ودليلٌ على كمال الإيمان، ودليلٌ على صلاح العبد وحسن خلقه، وعنوانٌ للسعادة، وأنَّه دليلٌ على فقه الرجل وأناته وحكمته، وفوائد الرفق على المجتمع أنَّه ينمِّي روح المحبة والتعاون بين الناس ويسلموا فيه من الغل والعنف، هذا هو الرفق وهذه هي فوائده فهل سنطبقها في واقعنا؟ آمل ذلك، واللهَ أسأل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا. وإلى لقاء آخر وطريق مضيء من طرق السعادة والسلام عليكم.

http://www.alriyadh.com/2011/08/12/article658319.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق