الخميس، 23 مايو 2013

القول البيِّن في تأبين الشيخ صالح الحصيِّن

لأهل العلم والفضل مكانةٌ جُلَّى، وأحسب أنَّ من قلائل الرجال وأهل العلم الذين خدموا الإسلام العالم الزاهد الناصح معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصيِّن – رحمه الله- الذي بذل حياته في خدمة الإسلام وأهله، وتميَّز بالأخلاق الفاضلة التي شهد له بها كل من جالسه وعرفه وسمع سيرته، عاش حياته كريماً شهماً نبيلاً، إنْ رأيتَه في الزهد فهو إمامٌ فيه، وإنْ رأيتَه في الثبات على المبدأ فهو قدوةٌ فيه، وإنْ أبصرت حاله في النصح والتوجيه والإرشاد فهو مسابقٌ إليه، يعمل بصمت، لا يقول فعلتُ أو قلتُ أو أنكرتُ أو قابلتُ أو ذهبتُ أو جئتُ، لا يلتفت إلى الأضواء ولا يوليها اعتباراً أو شأناً، في سمتٍ ووقارٍ وسكينة، تأريخه مشرقٌ ناصعٌ، يُذَّكرنا بما كان عليه السلف الصالح، في عصرٍ عزَّ فيه أنْ يوجد أمثاله، وهو من رجال الدولة السعوديِّة ونال ثقة ولاة الأمور، فولَّوه المناصب فما نظر إليها، بل عمل فيها باجتهادٍ وإخلاصٍ ومحضِ نصحٍ، وله جهودٌ متميزةٌ في خطواتٍ حكيمةٍ ثابتةٍ في جميع الأعمال التي أوكلت إليه.
وأما المناصب التي تولَّاها فقد استخفى عنها وطلبته، وأحبَّته وما أبِهَ لها، وما استشرف إليها، وكأني به وقد نظر إلى الدنيا فازدراها، ونظر إلى الآخرة فعمل لأجلها، أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً.
إنَّ في تدوين سيرة هذا العالم الزاهد والوزير المتواضع الناصح والمستشار الأمين إضافةٌ عاطرةٌ لسير أعلام النبلاء المعاصرين، يجد القارئ فيها الدروس والحِكَم.
وبيت آل حصيِّن من البيوت العلميَّة التي أنجبت العلماء والصالحين والقضاة والنبلاء، يأتي في مقدمتهم الشيخ العلامة عبدالعزيز الحصيِّن ت 1237 هـ، تلميذ شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً.
سمعت والدي -رحمه الله – يقول: (الشيخ صالح الحصيِّن من خيار المستشارين وهو ناصحٌ أمينٌ ويحمل همَّ الدين). ومما سمعته من والدي قوله: (الشيخ صالح الحصيِّن من الصالحين المصلحين وله مواقف مشهودةٌ في خدمة الإسلام) وكنتُ كلما سألت والدي عنه أثنى عليه ثناء المحبِّ لما عَلِمَ من سيرته الطيبة، وحياته الحافلة بالعطاء، ولقد عرَّفني والدي بسيرة هذا العالم الزاهد وشيء من أخلاقه في سنٍّ مبكرةٍ وما أحسب ذلك منه – رحمه الله- إلا تربية ودلالة على أفذاذ الرجال الذين يفاد من سيرهم ومواقفهم، وكأني به يقول لي: (انظر إلى أمثال هؤلاء الرجال فهم قدواتٌ معاصرون، نفع الله بهم). والحديث عن سيرة الشيخ صالح الحصيِّن -رحمه الله – حديثٌ ماتعٌ لا يمل وأتمنى تدوين سيرته وقصصه ومواقفه وجهوده في خدمة الإسلام, كما أني أعرضت عن ذكر كثيرٍ من جوانب حياته المعروفة عنه, تلافياً للتكرار, وختاماً أودُّ أنْ أشير إلى أنَّ فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان ألَّف كتاباً في سيرة الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن الحصيِّن – رحمه الله- أخو معالي الشيخ صالح وهو كتابٌ ماتعٌ مفيدٌ, رحم الله الشيخ صالحاً وغفر الله له وأدخله الجنة وجمعنا به ووالدينا فيها.


http://www.alsharq.net.sa/2013/05/21/841612

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق